فى الزياره
هل وردت احديث تحث على زيارته
صلى الله عليه وسلم
قال صّلى الله عليه و سّلم (من حج البيت و لم يزرني فقد جفاني) رواه ابن عدي بسند يحتج به 0
قال صّلى الله عليه و سّلم (من زار قبري وجبت له شفاعتي) و في رواية (حلت له شفاعتي) رواه الدار قطني 0
قال صلى الله عليه وسلم (من زارني بعد موتي فكأنما زارني في حياتي)
و في رواية (من جاءني زائرا لا تهمه حاجة الا زيارتي كان حقا عليّ ان اكون له شفيعا يوم القيامة)
و في رواية (من جاءني زائرا كان له حق على الله عز وجل ان اكون له شفيعا يوم القيامة)
و في رواية لابي يعلى و الدار قطني و الطبراني والبيهقي و ابن عساكر (من حج فزار قبري)
و في رواية (فزارني بعد وفاتي عند قبري كان كمن زارني في حياتي)
و في رواية (من حج فزارني في مسجدي بعد وفاتي كان كمن زارني في حياتي)
و في رواية (من زارني الى المدينة كنت له شفيعا و شهيدا و من مات بأحد الحرمين بعثه الله من الآمنين يوم القيامة) رواه
بهذه الزيادة أبو داود الطيالسي
فى التوسل
كان من دعائه صّلى الله عليه و سّلم (اللهم اني أسألك بحق السائلين عليك) 0
قال رسول الله صّلى الله عليه و سّلم (من خرج من بيته الى الصلاة فقال اللهم اني أسألك بحق السائلين عليك و أسألك بحق
ممشاى هذا اليك فاني لم اخرج اشرا ولا بطرا و لا رياء و لا سمعة خرجت اتقاء سخطك و ابتغاء مرضاتك و أسألك ان تعيذني
من النار و ان تغفر لي ذنوبي فانه لا يغفر الذنوب الا انت اقبل الله عليه بوجهه و استغفرله سبعون الف ملك) رواه ابن ماجه
بسند صحيح عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه 0
عن بلال رضي الله عنه مؤذن رسول الله صّلى الله عليه و سّلم و لفظه كان رسول لله صّلى الله عليه وسّلم إذا خرج الى الصلاة
قال (بسم الله آمنت بالله و توكلت على الله و لا حول ولا قوّة الا بالله اللهم اني أسألك بحق السائلين عليك و بحق مخرجي هذا
فاني لم اخرج بطرا و لا أشرا و لا رياء و لا سمعة خرجت ابتغاء مرضاتك و اتقاء سخطك أسألك ان تعيذني من النار و ان
تدخلني الجنة) و رواه الحافظ أبو نعيم في عمل اليوم و الليلة من حديث أبي سعيد بلفظ كان رسول الله صّلى الله عليه و سّلم إذا
خرج الى الصلاة قال اللهم اني أسألك بحق السائلين الى آخر الحديث المتقدم و رواه البيهقي في كتاب الدعوات من حديث أبي
سعيد 0
و مما جاء عنه صّلى الله عليه و سّلم من التوسل انه كان يقول في بعض ادعيته بحق نبيك و الانبياءالذين من قبلي قال العلامة
ابن حجر في الجوهر المنظم رواه الطبراني بسند جيد
قوله صّلى الله عليه و سّلم (اغفر لامي فاطمة بنت اسد و وسّع عليها مدخلها بحق نبيك والانبياء الذين من قبلي) وهذا اللفظ
قطعة من حديث طويل رواه الطبراني في الكبير و الاوسط و ابن حبان و الحاكم وصححوه عن انس بن مالك رضي الله عنه قال
لما ماتت فاطمة بنت اسد بن هاشم ام علي بن أبي طالب رضي الله عنه و كانت رأيت النبي صّلى الله عليه و سّلم دخل عليها
رسول الله صّلى الله عليه وسّلم عند رأسها و قال (رحمك الله يا امي بعد امي) و ذكر ثناءه عليها و تكفينها ببرده و امره بحفر
قبرها قال فلما بلغوا اللحد حفره صّلى الله عليه و سّلم بيده واخرج ترابه بيده فلما فرغ دخل صّلى الله عليه و سّلم فاضطجع فيه
ثم قال (الله الذي يحيى و يميت و هو حى لا يموت اغفر لامي فاطمة بنت اسد و وسّع عليها مدخلها بحق نبيك و الانبياء الذين من
قبلي فانك ارحم الراحمين) وروى ابن أبي شيبة عن جابر رضي الله عنه مثل ذلك و كذا روى مثله ابن عبد البر عن ابن عباس
رضي الله عنهما و رواه أبو نعيم في الحلية عن انس رضي الله عنه ذكر ذلك كله الحافظ جلال الدين السيوطي في الجامع الكبير
من الاحاديث الصحيحة التي جاء التصريح فيهابالتوسل ما رواه الترمذي و النسائي و البيهقي و الطبراني باسناد صحيح عن
عثمان بن حنيف و هو صحابي مشهور رضي الله عنه ان رجلا ضريرا اتى النبي صّلى الله عليه و سّلم فقال ادع الله ان يعافيني
فقال (ان شئت دعوت و ان شئت صبرت و هو خير) قال فادعه فأمره ان يتوضأ فيحسن و ضوءه و يدعو بهذا الدعاء (اللّهمّ اني
أسالك و اتوجه اليك بنبيك محمد نبي الرحمة يا محمد اني اتوجه بك الى ربي في حاجتي لتقضي اللّهمّ شفعه ّ في) فعاد و قد
ابصر و في رواية قال ابن حنيف فو الله ما تفرقنا و طال بنا الحديث حتى دخل علينا الرجل كأن لم يكن به ضر قط 0
ففي هذاالحديث التوسل و النداء ايضًا و خرج هذا الحديث ايضًا البخاري في تأريخه و ابن ماجه و الحاكم في المستدرك باسناد
صحيح و ذكره الجلال السيوطي في الجامع الكبيرو الصغير و ليس لمنكر التوسل ان يقول ان هذا انما كان في حياة النبي صّلى
الله عليه وسّلم لان قوله ذلك غير مقبول لان هذا الدعاء استعمله الصحابة رضي الله عنهم والتابعون ايضًا بعد وفاته صّلى الله
عليه و سّلم لقضاء حوائجهم فقد روى الطبراني والبيهقي ان رجلا كان يختلف الى عثمان بن عفان رضي الله عنه في زمن خلافته في حاجة فكان لا يلتفت اليه و لا ينظر اليه في حاجته فشكى ذلك لعثمان بن حنيف الراوي للحديث المذكور فقال له ائت الميضأة فتوضأ ثم ائت المسجد فصل ثم قل اللهم اني أسألك و أتوجه اليك بنبينا محمد نبي الرحمة يا محمد اني أتوجه بك الى ربك لتقضي حاجتي و تذكر حاجتك فانطلق الرجل فصنع ذلك ثم اتى باب عثمان بن عفان رضي الله عنه فجاء البواب فأخذ بيده فأدخله على عثمان رضي الله عنه فاجلسه معه و قال له اذكر حاجتك فذكر حاجته فقضاها ثم قال له ما كان لك من حاجة فاذكرها ثم خرج من عنده فلقي ابن حنيف فقال له جزاك الله خيرا ما كان ينظر لحاجتي حتى كلمته لي فقال ابن حنيف و الله ما كلمته و لكن شهدت رسول الله صّلى الله عليه و سّلم و اتاه ضرير فشكى اليه ذهاب بصره الى آخر الحديث المتقدم 0روى البيهقي و ابن أبي شيبة باسناد صحيح ان الناس اصابهم قحط في خلافة عمر رضي الله عنه فجاء بلال بن الحرث رضي الله عنه و كان من اصحاب النبي صّلى الله عليه و سّلم الى قبر النبي صّلى الله عليه و سّلم و قال يارسول الله استسق لامتك فانهم هلكوا فاتاه رسول الله صّلى الله عليه و سّلم في المنام و اخبره انهم يسقون و ليس الاستدلال بالرؤيا للنبي صّلى الله عليه و سّلم فان رؤياه و ان كانت حقا لا تثبت بها الاحكام لامكان اشتباه الكلام على الرائي لا لشك في الرؤيا و انما الاستدلال بفعل الصحابي و هو بلال بن الحرث رضي الله عنه فاتيانه لقبر النبي صّلى الله عليه و سّلم و نداؤه له و طلبه منه ان يستسقى لامته
دليل على ان ذلك جائز و هو من باب التوسل و التشفع و الاستغاثةبه صّلى الله عليه و سّلم 0
و قد توسل به صّلى الله عليه وسّلم أبوه آدم عليه السلام قبل وجود سيدنا محمد صّلى الله عليه و سّلم حين اكل من الشجرة التي
نهاه الله عنها و حديث توسل آدم عليه السلام بالنبي صّلى الله عليه و سّلم رواه البيهقي باسناد صحيح في كتابه المسمى دلائل
النبوّة الذي قال فيه الحافظ الذهبي عليك به فانه كله هدى و نور فرواه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله
صّلى الله عليه و سّلم (لما اقترف آدم الخطيئة قال يا رب أسألك بحق محمد الا ما غفرت لى فقال الله تعالى يا آدم كيف عرفت
محمدا و لم اخلقه قال يا رب انك لما خلقتني رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوبا لا اله الا الله محمد رسول الله فعلمت
انك لم تضف الى اسمك ا ّ لا احب الخلق اليك فقال الله تعالى صدقت يا آدم انه لأحب الخلق ا ّ لي و اذ سالتني بحقه فقد غفرت
لك و لو لا محمد ما خلقتك) رواه الحاكم وصححه والطبراني و زاد فيه (و هو آخر الانبياء من ذريتك)
و التوسل اشار الامام مالك رضي الله عنه للخليفة المنصور و ذلك انه لما حج المنصور و زار قبر النبي صّلى الله عليه و سّلم سأل الإمام مالكا رضي الله عنه و هو بالمسجد النبوي فقال لمالك يا ابا عبد الله استقبل القبلة و ادعو ام استقبل رسول الله صّلى الله عليه و سّلم و ادعو فقال له الامام مالك و لم تصرف وجهك عنه و هو وسيلتك ووسيلة ابيك آدم الى الله تعالى بل استقبل و استشفع به فيشفعه الله فيك 0
ذكره القاضي عياض في (الشفاء) و ساقه باسناد صحيح و ذكره الامام السبكي في (شفاء السقام) و السيد السمهودي في (خلاصةالوفاء) و العلامة القسطلاني في (المواهب اللدنية) و العلامة ابن حجر في (الجوهرالمنظم) و ذكره كثير من ارباب المناسك في آداب الزيارة قال العلامة ابن حجر في الجوهر المنظم رواية ذلك عن مالك جاءت بالسند الصحيح الذي لا مطعن فيه و قال العلامة الزرقاني في شرح المواهب و رواها ابن فهد باسناد جيد و رواها القاضي عياض في الشفاء باسناد صحيح رجاله ثقات ليس في اسنادها وضاع و لا كذاب ومراده بذلك الرد على من لم يصدق رواية ذلك عن الامام مالك 0
قال بعض المفسرين في قوله تعالى (فتََلقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ * البقرة: 37 ) 0
ان من جملة تلك الكلمات توسل آدم بالنبي صّلى الله عليه و سّلم حين قال يا رب أسألك بحرمة محمد الا ما غفرت لي و استسقى عمر بن الخطاب رضي الله عنه في زمن خلافته بالعباس بن عبد المطلب رضي الله عنه عم النبي صّلى الله عليه و سّلم لما اشتدّ القحط عام الرمادة فسقوا وذلك مذكور في صحيح البخاري من رواية انس بن مالك رضي الله عنه و ذلك من التوسل و في المواهب اللدنية للعلامة القسطلاني ان عمر رضي الله عنه لما استسقى بالعباس رضي الله عنه قال يا ايها الناس ان رسول الله صّلى الله عليه و سّلم كان يرى للعباس ما يرى الولد للوالد فاقتدوا به في عمه العباس و اتخذوه وسيلة الى الله تعالى ففيه التصريح بالتوسل و بهذا يبطل قول من منع التوسل مطلقا سواء كان التوسل بالاحياء او بالاموات و قول من منع ذلك بغير النبي صّلى الله عليه و سّلم و نص اللفظ الواقع من عمر رضي الله عنه حين استسقى بالعباس رضي الله عنه اللهم انا كنا نتوسل اليك بنبينا صّلى الله عليه و سّلم فتسقينا و انا نتوسل اليك بعم نبينا صّلى الله عليه و سّلم فاسقنا و الحديث مذكور في صحيح البخاري من رواية انس بن مالك رضي الله عنه و صدر الحديث عن انس رضي الله عنه ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب و قال اللهم انا كنا نتوسل اليك بنبينا صّلى الله عليه و سّلم فتسقينا و انا نتوسل اليك بعم نبينا فاسقنا قال فيسقون انتهى 0
و فعل عمر رضي الله عنه حجة لقوله صّلى الله عليه و سّلم (ان الله جعل الحق على لسان عمر و قلبه) رواه الامام أحمد و الترمذي عن ابن عمر رضي الله عنهما و رواه الامام أحمد ايضا و أبو داود و الحاكم في المستدرك عن ابي ذر رضي الله عنه ورواه ابو يعلى و الحاكم في المستدرك ايضًا عن أبي هريرة رضي الله عنه و رواه الطبراني في الكبير عن بلال و معاوية رضي الله عنهما و روى الطبراني في الكبير و ابن عدي في الكامل عن الفضل بن العباس رضي الله عنهما ان رسول الله صّلى الله عليه و سّلم قال(عمر معي و انا مع عمر و الحق بعدي مع عمر حيث كان) و هذا مثل ما صح في
حق علي رضي الله عنه حيث قال صّلى الله عليه و سّلم في حقه (و ادر الحق معه حيث دار) و هو حديث صحيح رواه كثير من اصحاب السنن 0
و من الادلة على ان توسل عمر بالعباس رضي الله عنهما حجة على جواز التوسل قوله صّلى الله عليه و سّلم (لو كان بعدي نبي لكان عمر) رواه الامام أحمد و الترمذي و الحاكم في المستدرك عن عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه و رواه الطبراني في الكبير عن عصمة بن مالك رضي الله عنه و روى الطبراني في الكبير عن أبي الدرداء رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال (اقتدوابالذين من بعدي ابي بكر و عمر فإنهما حبل الله الممدود من تمسك بهما فقد تمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها) 0
و انما استسقى عمر رضي الله عنه بالعباس رضي الله عنه و لم يستسق بالنبي صّلى الله عليه و سّلم ليبين للناس جواز الاستسقاء بغير النبي صّلى الله عليه و سّلم و ان ذلك لا حرج فيه و اما الاستسقاء بالنبي صّلى الله عليه وسّلم فكان معلوما عندهم فلربما ان بعض الناس يتوهم انه لا يجوز الاستسقاء بغير النبي صّلى الله عليه و سّلم فبين لهم عمر باستسقائه بالعباس الجواز و لو استسقى بالنبي صّلى الله عليه و سّلم لربما يفهم منه بعض الناس أنه لا يجوز الاستسقاء بغيره صّلى الله عليه و سّلم و ليس لقائل ان يقول انما استسقى بالعباس لانه حيّ و النبي صّلى الله عليه و سّلم قد مات و ان الاستسقاء بغير الحيّ لا يحوز لانا نقول ان هذا الوهم باطل و مردود بادلة كثيرة منها توسل الصحابة رضي الله عنهم بالنبي صّلى الله عليه و سّلم بعد وفاته كما تقدم في القصة التي رواها عثمان بن حنيف في الحاجة التي كانت للرجل عند عثمان بن عفان رضي الله عنه و كما في حديث بلال ابن الحرث رضي الله عنه و كما في توسل آدم بالنبي صّلى الله عليه و سّلم قبل وجوده و حديث توسل آدم رواه عمر رضي الله عنه كما تقدم فكيف يتوهم انه لا يعتقد صحته بعد وفاته