لرياض - العربية نت
توفي صباح اليوم الملحن السعودي المعروف سامي إحسان، عن عمر يناهز 69 عاما، بعد أن قدم للساحة الفنية السعودية أكثر من 800 عمل، وارتبط اسمه بالعديد من الفنانين، مثل عبدالمجيد عبدالله وعباس إبراهيم، بالإضافة إلى تعاونه مع الفنان محمد عبده، وطلال مداح، وأصاله نصري.
ولد إحسان بمدينة جدة 1/7/1362هـ، وحصل على الشهادة المتوسطة، وبرزت ميوله الموسيقية التي صقلها بدراسته في المعهد العربي للتمثيل والموسيقى في دمشق أثناء عمله في السفارة السعودية.
بدأ إحسان حياته العملية في بريد جدة، ثم انتقل بعد ذلك للعمل في وزارة الخارجية في جدة، ومنها إلى دمشق للعمل في السفارة السعودية، حيث عمل مسؤولا عن قسم الرعايا في القنصلية السعودية في دمشق.
ثم نقل إلى وزارة الإعلام بناء على طلبه وعمل في البداية كمهندس صوت وتلقى الدروس الموسيقية على يد الموسيقي السوري الكبير مهران.
وفي أواسط السبعينيات الميلادية رشح لرئاسة القسم الموسيقي في فرع جمعية الثقافة والفنون في جدة، وبقي في هذا المنصب سنوات طويلة حتى عام 1410هـ ليتفرغ للقسم الموسيقي في الإذاعة والتلفزيون ولأعماله الخاصة، كذلك كان عضوا مؤسسا في جمعية الثقافة والفنون السعودية.
قالوا عنه
يقول عنه الكاتب علي فقندش: "سجل النجاح في حياته الاجتماعية إلى جانب نجاحه ونجوميته في عالم الفن، كانت أسرته من أول اهتماماته ثم الفن أو العكس مع عدم الإخلال بأحد الواجبين أو تأخير ترتيبه لصالح غيرهما من الاهتمامات".
ويضيف فقندش: أما "أبناؤه الذين يفخر بهم سامي، فهم: أحمد "بكالوريوس إدارة أعمال دولية من نيويورك"، أمل "بكالوريوس علم نفس من جامعة امباسيدور في هيوستن"، نبيل "بكالوريوس رياضيات"، وابنه عدنان "بكالوريوس قانون ومحاماة من جامعة سان أنطونيو في تكساس".
مناصب فنية
قدم سامي إحسان العديد من الأسماء الفنية التي صار لها فيما بعد جولات في الساحة الفنية العربية لعل من أهمهم رجاء بلمليح، وسمية القيصر، وماجدة عبدالوهاب، وغيرهم الكثير.
أما محلياً فلقد قدم سامي العديد من الأصوات لأول مرة، ربما كان آخرها عباس إبراهيم، وأبرزهم: علي عبدالكريم، ومحمد عمر، وعبدالمجيد عبدالله، وعبدالله رشاد، ووليد عطية، وغيرهم.
أما عن مشواره الوظيفي، فقد شغل في الإذاعة وظيفة مهندس صوت، كما ساهم في تأسيس فرقة الإذاعة والتلفزيون عند سعودتها، وكان أحد أبرز عازفي آلة الكمان فيها إلى أن أصبح قائدا للفرقة فرئيسا للقسم الموسيقي في الإذاعة والتلفزيون، وسبق لسامي إحسان أن أسس قسماً موسيقياً في فرع جمعية الثقافة والفنون في جدة ثم استقال منه بعد أن قدم أسماء جيدة للساحة الفنية إلى أن تقاعد عام 1417 هـ.
وتقدر أعمال سامي إحسان الموسيقية بحوالي 800 عمل فني اليوم، وكان أول أجر لسامي إحسان كعازف كمان قد تلقاه في مناسبة زواج مع المطرب فؤاد ابار في "باب مكة" بجدة، وكان أجره فيها 15 ريالاً.
وهو أول ملحن سعودي قدم أغنية سعودية باللغة الإنكليزية وكانت في كندا في معرض إكسبو 86 بصوت عبدالله رشاد، وأول ملحن سعودي يضع موسيقى لنشرة الأخبار لإذاعة سعودية "البرنامج الثاني"، وأول ملحن سعودي يهتم بأغنية الطفل ويصدر ألبوما كاملاً عن أهازيج الأطفال التراثية بشكل وصياغة جديدة، وشارك بتمثيل السعودية في جميع المهرجانات والأسابيع داخل وخارج المملكة قبل تقاعده.
هذا.. وقد سبق أن قال عنه الراحل محمد صادق دياب: "كل الحناجر الغنائية مرت من هنا.. وحده يمكن أن يقولها ولا يبالي، فمن في قافلة الحداة لم يتغن بألحانه؟! وكل الحناجر عبرت على جسرها.. طلال مداح، ومحمد عبده، وعبدالمجيد عبدالله، وعبادي الجوهر، وأنغام، وسمية القيصر، وعلى عبدالكريم، وغادة رجب...".
ويضيف دياب: "في شخصية سامي إحسان نزعة مغامرة مبكرة، فلن أنسى حينما كنا أطفالا وقمنا باستئجار دراجة نارية بكل ما حصلنا عليه من نقود "العيدية"، ولم يكن أي منا لديه خبرة لقيادة مثل هذه الدراجة، فطلبنا من المؤجر أن يرينا كيفية تشغيلها دون أن نسأله عن كيفية إيقافها، ورحنا نمخر الدروب بسرعة جنونية، محدثين أكبر قدر من الذعر بين المارة، ولم تنتهِ رحلة المغامرة هذه إلا باحتراق الدراجة النارية، مخلفة حرقا لم تزل آثاره في ساقي رغم مرور عشرات الأعوام".
ويقول دياب: "هو دؤوب كنحلة في اكتشاف المواهب، وسجله من هذه الاكتشافات يضم أسماء كبيرة ولن أنسى ما قالته لي الفنانة المغربية رجاء بلمليح، وهي تصف سامي إحسان بأنه آلة تنقيب جبارة عن الكنوز، لكثرة ما اكتشف من نجوم.. والحق أنه كذلك، فجل البدايات الفنية ترتبط بسامي إحسان".