وسط الهدوء الذي يلف القرية، انطلقت رصاصة دوي صوتها بشدة.. استقرت في بطن يونس.. نزفت دماؤه.. حمله الناس إلي المستشفي.. لكن الجاني هرب!
اخيرا.. توصلت المباحث إلي سر الحادث.. زوجة المجني عليه كانت تربطها علاقة آثمة مع أمين شرطة.. وحينما بدأ الزوج يشك في الامين.. تضايق العشيق من تصرفات الزوج (!) وقرر ان يقتله.. ولم تكن هذه هي محاولة القتل الأولي!
وكشفت التحقيقات التي تجريها نيابة مركز دمنهور في واقعة محاولة قتل خفير السكة الحديد بقرية طرابمبا عن مفارقات ومفاجآت عديدة حيث تبين أن وراء الجريمة أمين شرطة وصديقه 'عسكري' بمديرية أمن الاسكندرية تربطه علاقة غير شرعية بزوجة المجني عليه!
كما كشفت التحقيقات أيضا أن المتهم أمين الشرطة تزوج من زوجة المجني عليه أثناء فترة العدة بورقة عرفية وتبين أيضا أن أمين الشرطة إستأجر صديقه ليشاركه في التخلص من المجني عليه مقابل 1000 جنيه وأنهما فشلا في ارتكاب الجريمة ثلاثة مرات من قبل وأن هذه هي المرة الرابعة وفشلت أيضا.
أخبار الحوادث التقت بالزوجة كما التقت بالزوج المجني عليه داخل مستشفي دمنهور العام.شب يونس منذ صباه وحيدا بين شقيقاته البنات ليس له أخ ولا أب ولم يجد أحدا يهتم بشئونه أو يدخله المدرسة الابتدائية كأقرانه من أولاد القرية إلتحق منذ بداية نشأته بالعمل بالأرض الزراعية التي تركها له والده الذي توفي وهو شاب. أخذ يونس علي عاتقه تربية شقيقاته البنات بمساعدة والدته حتي زوجهن جميعا وإطمأن إلي أن كل واحدة منهن تعيش في استقرار مع زوجها. ورغبة من والدته في رؤية أحفادها لابنها الوحيد بحثت له عن عروس تناسبه تؤنس وحدتها وتشد من أزره وجدت الشروط التي أرادتها في سعيدة إبنة القرية المجاورة فرح يونس بعروسه وعاشا في البنات وخلفوا من الأولاد 6 وإلتحق يونس بالعمل كخفير بالسكة الحديد يعمل يوما ويستريح اليوم الثاني وهكذا سافرت الحياة بالخفير وزوجته حتي كان ذات يوم وأثناء وجود يونس بالعمل باحدي الورديات مرضت الأم العجوز.
بحثت الزوجة عن من يعينها ويذهب معها بالعجوز لأحد الأطباء وجدت إبن عم زوجها أمين الشرطة ويدعي غالسيدف إصطحبها لمدينة دمنهور لأحد الأطباء الذي قام بتوقيع الكشف الطبي علي أم الخفير وإطمأنا عليها.
ومن ذلك اليوم نشأت علاقة من الألفة والتفاهم بين الزوجة سعيدة وأمين الشرطة الذي يصغرها بحوالي عشر سنوات وتوطدت تلك العلاقة مع الأيام خاصة وأن الزوج دائم الغياب عن البيت فترات طويلة وخاصة فترة الليل. أصبح أمين الشرطة لايفارق بيت الخفير يقيم به إقامة دائمة وأصبحت الزوجة لاتطيق بعاده فاذا غاب في عمله بالاسكندرية عدة أيام تذهب إليه لرؤيته وترددت أصداء تلك العلاقة بين الزوجة وأمين الشرطة بين أهالي القرية الصغيرة وعرفها الجميع إلا الزوج الذي لم يعلم بتلك العلاقة إلاٌّ من خلال همسات الجيران وشقيقاته اللاتي لم يرضيهن ما تفعله زوجة شقيقهن من تلويث سمعته التي أصبحت علي كل لسان.
تأكد الزوج من المعلومات التي وصلت اليه عن علاقة زوجته بابن عمه أمين الشرطة وحتي يضع حدا لتلك الفضائح تم عقد جلسة عرفية أطرافها والد الزوجة ووالد العشيق والزوج المغلوب علي أمره وفشلت الجلسة من بدايتها وإرضاخا لاستنكار أهل القرية وشقيقاته قام الزوج بتطليق الزوجة التي تركت منزل الزوجية لمنزل والدها.
لم يرض العشيق طلاق الزوجة فهو بذلك لن يتزوجها ولن يراها كما كان من قبل. فان تزوجها ستثبت عليه صحة ما قيل وتردد بين أهل القرية.
أقنع الزوجة بالعودة لزوجها وبالفعل نجحت الزوجة ووالدها في مساعيها للعودة مرة أخري وإقتنع الزوج فقد أصبح مسئولا عن أولاده الستة منها وأقنعه أكثر أن والد الزوجة وقعٌّ له علي شيك علي بياض حق ورد شرف متعارف عليه بين أبناء الريف.
كما أقنعه أكثر أن والد عشيق زوجته هو أيضا وقعٌّ له علي شيك حقا علي خطأ إبنه في شرفه.
وظن الزوج أنه إسترجع شرفه وكرامته التي أهدرتها زوجته وإستسلم لوالد زوجته وزوجته ورضخ لأوامرهما وواصل حياته وعمله وإستمرت الزوجة في لقاءتها مع أمين الشرطة الشاب بمرأي ومسمع أهل القرية والزوج وكلما تكلم الزوج توهمه الزوجة بعدم صحة ما يقال ويسمعه ويقنع بما تقول وتؤكد له بأن أمين الشرطة هو الذي يطاردها في كل مكان وينال من سمعتها وإرضاءا لزوجته كما يتوهم يذهب لوالد أمين الشرطة ويخبره بما يفعل إبنه ويطلب منه إبعاده عن طريق زوجته.
وضاق أمين الشرطة بما يفعله الخفير من إساءة لسمعته وعلاقته بزوجة الخفير وقرر أن ينتقم منه وإستمر في علاقته بالزوجة. بل قرر أن يتخلص منه حتي يخلو له الجو مع الزوجة وحتي يستطيع أن يتزوج من إحدي فتيات القرية لكي يقضي علي تلك الاساءة فكلما تقدم لاحدي الفتيات رفضته أسرتها فأهل القرية جميعا يعلمون بعلاقته بزوجة الخفير.
قرار بالقتل
لم يجد أمين الشرطة بدا من التخلص من الزوج. إنشغل ليل نهار بتلك المهمة وهي كيف يتخلص منه دون أن ينكشف أمره بحث حوله ليجد من يساعده في تلك المهمة. وجد صديقه غعزوزف الشرطي الذي يعمل معه بالادارة وإستغل حاجته للمال ومروره بضائقة مالية. أخذ يمده بالأموال علي سبيل السلف ويغدق عليه بالهدايا.
فكلما طلب منه مبلغا أعطاه أكثر حتي أصبح الشرطي لايرفض له طلبا وتحين أمين الشرطة الوقت المناسب وطلب من صديقه خدمة يؤديها له. أجابه الشرطي بالقبول وتلبية طلباته. أخبره بالمهمة التي قرر القيام بها وطلب منه المساعدة. أخبره برغبته في التخلص من زوج عشيقته الذي هو في نفس الوقت إبن عم له.
لم يرفض الصديق إستجاب له فهو بذلك لن يطالبه بالمبالغ التي منحه إياها بل وعده بالزيادة وتلبية طلباته. جلسا معا يفكران في كيفية التخلص من الزوج دون أن يكتشف أمرهما. قررا قتله بالرصاص وإستخدام الطبنجة الميري الخاصة بالشرطي وإختارا وقت الليل أثناء عودة الخفير من وردية العمل الليلي بمزلقان السكة الحديد حتي يراهما أحد من أهل القرية.
عدة أيام إمتدت لأسابيع دون فائدة فلما قررا أن ينهيا مهمتهما يحدث أي شيء يمنعهما من استكمالها وضاق العشيق بسوء الحظ حتي كان ذلك اليوم أخبرته الزوجة بأنها ستتوجه لأبيها لزيارته بالقرية المجاورة وقضاء بعض الأيام هناك.
إنتهز الفرصة.. وجد طفل عشيقته الصغير يلهو أمام المنزل بالقرية طلب منه إبلاغ والده عنده عودته من العمل بالذهاب لأمه عند جده لأنها تريده في أمر هام.
وبمجرد أن عاد الزوج من العمل أخبره الطفل بالرسالة وبالفعل توجه الزوج للزوجة بمنزل أسرتها ولم يمكث قليلا وأثناء عودته بالطريق المعتاد كان أمين الشرطة وصديقه ينتظرانه وسط الزراعات وبمجرد أن رأياه بادرة الصديق بطلق ناري إستقر في بطنه وغاب الزوج واختفي وسط الزراعات وظن العشيق وصديقه أنه مات وفرا هاربين من مكان الواقعة ولكنه لم يمت فقد تحامل علي آلامه وفر وسط الزراعات القريبة من القرية وسار حتي وصل لأول منزل بها وإستغاث بأهله الذين قاموا بنقله لمستشفي دمنهور حيث تم إنقاذه من موت محقق وأبلغوا الشرطة بالحادث.
بلاغ بالحادث
تلقي العميد صلاح عكاشة مأمور مركز دمنهور بلاغا من مستشفي دمنهور العام بوصول المصاب يونس فيتاني محمد فراج 50 سنة مصابا بطلق ناري بالبطن مع خروج الأحشاء.
بالانتقال وسؤال المصاب قرر أنه أثناء عودته من قرية شرنوب حيث كان في زيارة لزوجته في منزل أسرتها فوجيء بعيار يستقر في بطنه وأنه تحامل علي نفسه وسار حتي وصل إلي أقرب منزل حيث قام الأهالي ينقله للمستشفي وأضاف بأنه لايعرف من أطلق عليه النيران.
وبناء علي توجيهات اللواء سمير سلام مدير أمن البحيرة بكشف لغز الحادث وضبط مرتكبيه والسلاح المستخدم فيه تم تشكيل فريق بحث باشراف العميد نبيل فهمي مدير المباحث والعميد علي كامل رئيس المباحث الجنائية وتم وضع خطة أسند تنفيذها لوحدة مباحث مركز دمنهور برئاسة الرائد محمد عمار ومعاونيه النقيبان حسن قاسم وسعد فتح الله تحت اشراف العقيد مجدي الفار وكيل المباحث الجنائية.
أكدت تحريات فريق البحث أن وراء الحادث أمين شرطة يدعي غالسيدف إبن عم المجني عليه وصديقه عزوز حيث تربصا بالمجني عليه أثناء عودته وأصاباه بطلق ناري من السلاح الميري الخاص بالمتهم الثاني وبعد إستئذان النيابة تمكن ضباط المركز من ضبط المتهمبن وبمواجهتهما اعترف المتهم الأول بأنه كانت تربطه علاقة جنسية غير مشروعه بزوجة المجني عليه غسعيدةف منذ حوالي ثلاث سنوات وأضاف بأن المجني عليه عند علمه بتلك العلاقة منذ حوالي عام قام بالتشاجر معه والاساءة إلي سمعته بالقرية وأن أهله قاموا بعقد جلسة عرفية لمحاولة التصالح مع المجني عليه وإنهاء الخلافات بينهما إلاٌّ أن المجني عليه كان دائم الشك في هذه العلاقة وكان يرددها كثيرا بين أهل قريته ونظرا لعدم قدرته علي الابتعاد عن علاقته الآثمة بزوجة المجني عليه فقد قرر التخلص منه بقتله مستعينا بصديقه وزميله في العمل غعزوزف في تنفيذ ما نواه وأضاف المتهم الأول في اعترافاته أمام طارق صبري وكيل النيابة الذي تولي التحقيق أنهما حاولا هو وزميله تنفيذ إتفاقهما بقتل المجني عليه عدة مرات إلا أنهما لم يتمكنا من ذلك لظروف خارجة عن إرادتهما وأضاف بأنه في مساء يوم الحادث تربصا بالمجني عليه أثناء عودته من ناحية شرنوب لناحية طرابيا ثم قام المتهم الثاني باطلاق عيارين ناريين من سلاحه الميري علي المجني عليه من الخلف أدت إلي إحداث اصابته وقاما بالهرب عقب ذلك.
وأضاف بأنه دفع لزميله المتهم الثاني مبالغ نقدية قاربت الألف جنيه مقابل مساعدته في التخلص من المجني عليه وبمواجهة المتهم الثاني قرر نفس أقوال المتهم الأول وأمام طارق صبري وكيل النيابة قام المتهمان باعادة تمثيل خطوات الجريمة بالصوت والصورة فقرر حبسهما أربعة أيام تحت اشراف المستشار عمرو صلاح المحامي العام لنيابات البحيرة.
أخبار الحوادث إلتقت مع الزوج المصاب داخل مستشفي دمنهور.. قال الزوج نعم أعرف أن زوجتي علي علاقة بإبن عمي أمين الشرطة وحاولت كثيرا إنهاء تلك العلاقة ولكن كنت دائما أضعف أمامها وأمام أولادي الستة. وأبدي ندمه علي عدم القيام بتطليقها من قبل